سورة الكهف - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الكهف)


        


{هُنَالِكَ} في ذلك المقام وتلك الحال. {الولاية لِلَّهِ الحق} النصرة له وحدة لا يقدر عليها غيره تقديراً لقوله: {وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ} أو ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة كما نصر فيما فعل بالكافر أخاه المؤمن ويعضده قوله: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} أي لأوليائه. وقرأ حمزة والكسائي بالكسر ومعناه السلطان والملك أي هنالك السلطان له لا يغلب ولا يمنع منه، أو لا يعبد غيره كقوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُواْ الفلك دَعَوُاْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين} فيكون تنبيهاً على أن قوله: {ياليتنى لَمْ أُشْرِكْ} كان عن اضطرار وجزع مما دهاه. وقيل: {هُنَالِكَ} إشارة إلى الآخرة وقرأ أبو عمرو والكسائي {الحق} بالرفع صفة للولاية، وقرئ بالنصب على المصدر المؤكد، وقرأ عاصم وحمزة {عُقْبًا} بالسكون، وقرئ: {عقبى} وكلها بمعنى العاقبة.


{واضرب لَهُم مَّثَلَ الحياة الدنيا} واذكر لهم ما يشبه الحياة الدنيا في زهرتها وسرعة زوالها أو صفتها الغريبة. {كَمَاء} هي كماء ويجوز أن يكون مفعولاً ثانياً ل {اضرب} على أنه بمعنى صير. {أَنزَلْنَاهُ مِنَ السماء فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض} فالتفت بسببه وخالط بعضه بعضاً من كثرته وتكاثفه، أو نجع في النبات حتى روى ورف وعلى هذا كان حقه فاختلط بنبات الأرض لكنه لما كان كل من المختلطين موصوفاً بصفة صاحبه عكس للمبالغة في كثرته. {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا} مهشوماً مكسوراً. {تَذْرُوهُ الرياح} تفرقه، وقرئ: {تذريه} من أذرى والمشبه به ليس الماء ولا حاله بل الكيفية المنتزعة من الجملة، وهي حال النبات المنبت بالماء يكون أخضر وارفاً ثم هشيماً تطيره الرياح فيصير كأن لم يكن. {وَكَانَ الله على كُلّ شَئ} من الإِنشاء والإِفناء. {مُّقْتَدِرًا} قادراً.


{المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا} يتزين بها الإِنسان في دنياه وتفنى عنه عما قريب. {والباقيات الصالحات} وأعمال الخيرات التي تبقى له ثمرتها أبد الآباد، ويندرج فيها ما فسرت به من الصلوات الخمس وأعمال الحج وصيام رمضان وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والكلام الطيب. {خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ} من المال والبنين. {ثَوَاباً} عائدة. {وَخَيْرٌ أَمَلاً} لأن صاحبها ينال بها في الآخرة ما كان يؤمل بها في الدنيا.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13